مع التقدم في الطب الحديث، ظهرت تقنيات علاجية جديدة تساعد على تسكين الألم دون الحاجة إلى الجراحة أو الأدوية المستمرة. ومن أبرز هذه التقنيات ما يُعرف باسم التردد الحراري، والذي يُستخدم بشكل واسع لعلاج آلام الأعصاب والمفاصل المزمنة، خاصة في حالات العمود الفقري، الرقبة، والمفصل الحرقفي العجزي. تعريف التردد الحراري
ماهو التردد الحرارى
هو إجراء طبي غير جراحي يُستخدم لعلاج الألم المزمن عن طريق إرسال موجات كهربائية ذات تردد عالٍ عبر إبرة دقيقة، لتوليد حرارة خفيفة تُعطل مؤقتًا وظيفة العصب المسؤول عن نقل إشارات الألم، دون تدميره أو التأثير على الأعصاب الحركية. كيف يعمل؟
يتم إدخال إبرة خاصة موجهة بدقة تحت الأشعة إلى مكان العصب المؤلم.
تُرسل نبضات كهربائية قصيرة لتحديد موقع العصب بدقة.
بعد التأكد من الموقع، يُطبَّق التردد الحراري على رأس الإبرة، مما يولد حرارة خفيفة (بين 42 إلى 80 درجة مئوية).
هذه الحرارة تعطل نقل إشارات الألم من العصب لمدة قد تصل إلى عدة أشهر.
أشهر الحالات التي يُستخدم فيها التردد الحراري
آلام أسفل الظهر والرقبة المزمنة
التهاب المفصل الحرقفي العجزي
آلام مفاصل الركبة والكتف
حالات الانزلاق الغضروفي التي لا تستدعي جراحة
الصداع المزمن الناتج عن مشكلات العمود الفقري
الألم العصبي ثلاثي التوائم في الوجه
مزايا هذه التقنية
إجراء بسيط لا يتطلب تخديرًا عامًا
لا يحتاج إلى شق جراحي أو فترة نقاهة طويلة
نتائج طويلة المدى (من 6 أشهر إلى أكثر من عام)
إمكانية تكراره بأمان عند الحاجة
يقلل من استخدام الأدوية المسكنة والمضادة للالتهاب
التحضير والإجراء
يُجرى تحت تخدير موضعي مع مراقبة إشعاعية
يستغرق الإجراء عادة من 20 إلى 45 دقيقة
يمكن للمريض العودة إلى المنزل في نفس اليوم
قد يشعر المريض بتحسن تدريجي بعد عدة أيام من الإجراء
هل له مضاعفات؟التردد الحراري يُعد من أكثر الإجراءات أمانًا، لكن في حالات نادرة قد تظهر:
ألم مؤقت بعد الجلسة
خدر بسيط أو شعور غريب في مكان العلاج
تهيج موضعي أو التهاب بسيط
كل هذه الأعراض عادة ما تزول خلال أيام قليلة.هل يُناسب كل المرضى؟لا، فهو يناسب الحالات التي:
لا تستجيب للعلاج الدوائي التقليدي
لا تستدعي تدخلًا جراحيًا
تعاني من ألم محدد في مسار عصب معروف
حصلت على فائدة مؤقتة من الحقن التشخيصي سابقًا
خاتمةالتردد الحراري تقنية فعالة وآمنة لعلاج الألم المزمن، وتُعد خيارًا وسطًا بين الأدوية طويلة الأمد والجراحة. إنها تقدم راحة طويلة الأمد للمريض، وتُعيد له القدرة على ممارسة حياته الطبيعية دون ألم مستمر. ومع إشراف طبي متخصص، يمكن أن تكون هذه التقنية نقطة تحوّل في رحلة علاج الألم.