*العصر الإسلامي في مصر*، وهو العصر التالي للعصر اليوناني الروماني مباشرة: --- *الحياة في مصر خلال العصر الإسلامي: تحولات جذرية في المجتمع والدولة* *المقدمة:* بدأ العصر الإسلامي في مصر عام 641م عندما فتحها القائد عمرو بن العاص، وأصبحت ولاية تابعة للدولة الإسلامية في عهد الخليفة عمر بن الخطاب. شكّل هذا العصر نقطة تحول هائلة في تاريخ مصر، حيث تغيّر النظام السياسي والديني والاجتماعي بالكامل، وبدأت مرحلة جديدة من الهوية والثقافة.--- *1. الفتح الإسلامي لمصر* دخلت الجيوش الإسلامية بقيادة عمرو بن العاص من جهة سيناء، وتمكّنت من السيطرة على حصن بابليون في الفسطاط بعد مقاومة من البيزنطيين. وبعد توقيع "صلح بابليون"،
تركيب سيراميك رخيص
تم تأمين حقوق الأقباط في ممارسة شعائرهم الدينية مقابل دفع الجزية، فتم الفتح دون سفك واسع للدماء. --- *2. تأسيس الفسطاط* أسس المسلمون مدينة جديدة تُسمى *الفسطاط*، لتكون أول عاصمة إسلامية لمصر، بدلاً من الإسكندرية. بُني فيها مسجد عمرو بن العاص، أول مسجد في إفريقيا، وأصبحت مركزًا للحكم والإدارة والتجارة. --- *3. الإدارة والاقتصاد* نُظمت الإدارة على أساس النظام الإسلامي، لكن استُفيد من الكوادر القبطية في الترجمة والضرائب. اعتمد الاقتصاد على الزراعة، حيث استمرت مصر كسلة غذاء العالم الإسلامي، خاصة في إنتاج القمح والكتان. كما نشطت التجارة عبر البحرين المتوسط والأحمر، وازدهرت الصناعات اليدوية كالغزل والنسيج. --- *4. التحول الديني واللغوي* بدأت عملية *أسلمة* و*تعريب* تدريجية. استمر الأقباط في ممارسة شعائرهم، ولكن مع مرور الوقت،
معلم سيراميك هندي
بدأ كثير منهم يدخلون الإسلام، إما لقناعة دينية أو لتخفيف الأعباء مثل الجزية. بحلول القرن التاسع، بدأت اللغة العربية تحل محل القبطية تدريجيًا في الإدارة والمراسلات، إلى أن أصبحت اللغة الرسمية للدولة. ---*5. الحياة الثقافية والعلمية* برزت مصر كمركز علمي كبير خلال العصر العباسي، ثم الفاطمي، ثم الأيوبي. ظهرت المدارس والمساجد كمراكز للعلم، وازدهرت علوم الفقه، والتفسير، والطب، والهندسة. في العصر الفاطمي، تأسست *الجامع الأزهر* عام 970م، وأصبح منارة علمية للعالم الإسلامي، وما يزال حتى اليوم من أهم مراكز العلم الديني. --- *6. التنوع السكاني والتسامح الديني* استمرت الطوائف المسيحية واليهودية بالعيش في مصر في ظل الدولة الإسلامية. سُمح لهم بإقامة كنائس ومعابد، واحتفظوا بوظائفهم، مع التزامهم بدفع الجزية. كما استقبلت مصر مهاجرين من شتى أنحاء العالم الإسلامي، مما عزز التنوع السكاني والثقافي. --- *7. العصر الفاطمي* في 969م دخل الفاطميون مصر بقيادة جوهر الصقلي، وبنوا مدينة *القاهرة* وجعلوها عاصمة لهم، لتبدأ فترة جديدة. نشروا المذهب الشيعي الإسماعيلي، وبنوا مؤسسات قوية في الإدارة والجيش والاقتصاد. شهدت مصر نهضة معمارية كبيرة، حيث بنيت القصور، والأسواق، والمساجد، ومنها الأزهر، الذي تأسس كجامعة دينية. --- *8. العصر الأيوبي*أسس صلاح الدين الأيوبي الدولة الأيوبية بعد القضاء على الفاطميين عام 1171م. أعاد مصر إلى المذهب السني، وأهتم بإصلاح الجيش ومواجهة الصليبيين. بُنيت قلعة صلاح الدين، وازدهرت القاهرة كعاصمة قوية. شهدت مصر أيضًا نهضة في التعليم، حيث أُنشئت المدارس النظامية، واهتمّ السلاطين برعاية العلماء. ---*9. العصر المملوكي* بدأ بحكم عز الدين أيبك سنة 1250م، وتولى الحكم المماليك (الذين كانوا عبيدًا عسكريين). أصبحوا قوة كبيرة، وانتصروا على المغول في عين جالوت عام 1260م. حافظوا على استقرار مصر، وجعلوا من القاهرة عاصمة العالم الإسلامي. شهدت الفترة المملوكية ازدهارًا معماريًا كبيرًا، ومساجد فخمة، ومدارس، ووكالات تجارية. كما أصبحت مصر مركزًا تجاريًا عالميًا بين الشرق والغرب.--- *10. الحياة اليومية في العصر الإسلامي* تغيرت طبيعة الحياة اليومية، فانتشرت الأسواق، وتطورت المهن، وظهر نظام "الحسبة" لمراقبة الأسعار والنظافة. كان المجتمع المصري متدينًا بطبيعته، فانتشرت حلقات العلم في المساجد،
معلم رخام باكستاني
والطرق الصوفية. المرأة حظيت بحقوق مثل الميراث وحق الزواج والطلاق، مع اختلاف في درجة مشاركتها المجتمعية حسب العصر. --- *الخاتمة:* العصر الإسلامي في مصر كان نقطة تحول حضاري عميق، غيّر وجه الدولة والمجتمع والدين. اتسم بالتنوع، والانفتاح الثقافي، والاستقرار الاقتصادي النسبي. ورغم فترات الاضطراب، فإن مصر برزت كقوة مركزية في العالم الإسلامي لقرون طويلة، وهي المكانة التي حافظت عليها حتى العصور الحديثة.