الألم في الكتف المصحوب بصعوبة في رفع الذراع أو أداء الحركات البسيطة قد يكون ناتجًا عن تمزق أو انقطاع في أحد الأوتار الأساسية التي تتحكم في حركة المفصل. في الحالات البسيطة، قد تُفيد الراحة والعلاج الطبيعي، لكن حين تفشل تلك الوسائل، يكون الحل أحيانًا في التدخل الجراحي لإصلاح التمزق أو قطع الجزء التالف واستعادة القدرة الحركية.هذه العملية لا تُجرى دائمًا بسبب إصابة مباشرة، بل قد تكون نتيجة تآكل تدريجي بسبب الإجهاد المزمن، أو ضعف الأوتار مع تقدم العمر، أو حتى بعد حركات خاطئة ومتكررة.لماذا يُجرى التدخل الجراحي؟عندما يُعاني المريض من:
ألم مزمن لا يتحسن مع العلاج التحفظي
ضعف واضح في الذراع وعدم القدرة على رفعه
تمزق كامل في أحد الأوتار حسب تقرير التصوير الطبي
صعوبة في النوم بسبب الألم الممتد ليلاً
تدهور جودة الحياة والنشاط اليومي
كيف تتم الجراحة؟تُجرى
عملية قطع وتر الكتف
عادةً بالمنظار، حيث يتم إدخال أدوات دقيقة من خلال فتحات صغيرة في الجلد. يُعيد الجراح خياطة الوتر المقطوع وتثبيته في موضعه الأصلي باستخدام أدوات تثبيت خاصة. وفي بعض الحالات، قد يُزال الجزء التالف من الوتر نهائيًا إذا لم يكن قابلًا للإصلاح.مدة العملية تتراوح عادة بين 45 دقيقة إلى ساعة ونصف، ويخرج المريض في نفس اليوم أو في اليوم التالي.ما بعد العملية: هل يعود الذراع إلى طبيعته؟يتطلب التعافي برنامجًا دقيقًا من العلاج الطبيعي، يشمل:
راحة الذراع في حمالة لفترة محددة
تمارين خفيفة في البداية، ثم تقوية تدريجية
مراجعة منتظمة لتقييم الالتئام والحركة
يبدأ معظم المرضى بملاحظة تحسن كبير بعد 3 إلى 6 أشهر، وقد تعود القوة والحركة الطبيعية بالكامل خلال سنة تقريبًا، حسب التزام المريض بالعلاج.الخلاصةالتدخل الجراحي في حالات تمزق أوتار الكتف لا يعني فقط إنهاء الألم، بل استعادة نمط الحياة الطبيعي. ومع تطور التقنيات الجراحية، أصبحت هذه العمليات أكثر دقة، وتعافيها أسرع، ونتائجها أفضل. المفتاح في التشخيص المبكر، والمتابعة المنتظمة، وعدم تجاهل الألم لفترات طويلة.