تُعتبر
عملية قطع وتر الكتف
من التدخلات الجراحية الدقيقة التي يلجأ إليها الأطباء في حالات الإصابات الشديدة أو التمزقات الكبيرة التي لا تستجيب للعلاج التحفظي مثل العلاج الطبيعي أو الأدوية. الهدف من العملية هو إعادة ترميم الوتر المصاب واستعادة الحركة الطبيعية للكتف، مما يساعد المريض على التخلص من الألم والعودة لممارسة أنشطته اليومية بشكل أفضل.الإصابات التي تصيب أوتار الكتف عادةً تكون نتيجة حركات متكررة مثل رفع الأشياء الثقيلة، ممارسة الرياضة العنيفة، أو حتى التقدم في العمر حيث تضعف الأوتار تدريجياً. وعندما يصل التمزق إلى مرحلة متقدمة، قد تصبح الجراحة هي الخيار الأمثل للحفاظ على وظيفة الكتف.العملية تتم عادة باستخدام المنظار الجراحي، وهو أسلوب حديث يسمح للطبيب بالوصول إلى المنطقة المصابة من خلال فتحات صغيرة بدلاً من الشقوق الجراحية الكبيرة. هذا الأسلوب يقلل من المضاعفات المحتملة ويُسرع عملية التعافي، كما أنه يترك ندوباً أقل على الجلد.من أبرز المزايا التي يحصل عليها المريض بعد العملية هي تخفيف الألم الذي كان يعيق الحركة والنوم، وكذلك تحسين قوة الذراع بشكل ملحوظ. لكن يجب التنويه أن التعافي لا يحدث بين ليلة وضحاها، إذ يحتاج المريض إلى فترة تتراوح بين عدة أسابيع إلى أشهر حتى يستعيد كامل قدرته على الحركة.مرحلة إعادة التأهيل بعد العملية تعد من أهم عناصر نجاحها، حيث يخضع المريض لبرنامج علاج طبيعي يشمل تمارين تدريجية لتقوية العضلات المحيطة بالكتف وتحسين مرونتها. الالتزام بهذا البرنامج يُعتبر مفتاحاً أساسياً لسرعة التعافي ومنع تكرار الإصابة.من ناحية أخرى، لا تخلو العملية من بعض المخاطر مثل أي تدخل جراحي، فقد تحدث عدوى أو تيبس في المفصل أو ضعف في حركة الذراع. ومع ذلك، فإن اختيار جراح متمرس واتباع التعليمات الطبية بعد العملية يقلل كثيراً من احتمالية هذه المضاعفات.العمر والحالة الصحية العامة للمريض لهما دور كبير في تحديد نتائج العملية. فالأشخاص الأصغر سناً أو الرياضيون غالباً ما يحققون نتائج أفضل مقارنة بكبار السن، لكن هذا لا يمنع أن العملية قد تكون فعالة في تحسين جودة الحياة لمختلف الفئات العمرية.كذلك فإن المتابعة المستمرة مع الطبيب بعد العملية ضرورية لتقييم التقدم في العلاج وضبط أي مشاكل تظهر مبكراً. بعض المرضى قد يحتاجون إلى فحوصات إضافية أو تصوير بالرنين المغناطيسي للتأكد من التئام الوتر بشكل صحيح.في الختام، يمكن القول إن عملية إصلاح أوتار الكتف تمثل خطوة علاجية مهمة لمن يعانون من تمزقات كبيرة أو آلام مزمنة تعيق حياتهم اليومية. ومع التقدم في تقنيات المناظير الجراحية وخطط إعادة التأهيل، أصبحت النتائج أفضل بكثير مما كانت عليه في الماضي، مما يمنح المرضى فرصة لاستعادة حركة الكتف والتمتع بحياة أكثر نشاطاً وراحة.