يسأل الكثيرون عن
ماهو التردد الحرارى
خاصة في المجال الطبي، حيث أصبح من التقنيات الحديثة المستخدمة لتخفيف الألم وعلاج العديد من الحالات دون الحاجة إلى جراحة. التردد الحراري يعتمد على استخدام موجات كهرومغناطيسية عالية التردد لتوليد حرارة دقيقة داخل الأنسجة المستهدفة. هذه الحرارة تعمل على تعطيل الأعصاب المسؤولة عن نقل الإشارات العصبية للألم، أو لتحفيز شفاء الأنسجة المصابة، مما يساعد المرضى على استعادة الحركة والراحة.إحدى أبرز استخدامات التردد الحراري هي علاج آلام العمود الفقري، خصوصًا المصاحبة للانزلاق الغضروفي أو خشونة الفقرات. التقنية تسمح باستهداف الأعصاب الصغيرة التي تنقل شعور الألم، دون الإضرار بالأنسجة المحيطة، ما يجعلها خيارًا آمناً للمرضى الذين يعانون من آلام مزمنة أو لا يمكنهم الخضوع للجراحة.ميزة كبيرة لهذا النوع من العلاج هو أنه غير جراحي تقريبًا. فتحات صغيرة فقط تستخدم لإيصال الحرارة إلى الأعصاب أو المناطق المصابة، مما يقلل من مخاطر النزيف أو العدوى، ويقلل فترة النقاهة بعد العلاج. كما أن جلسات العلاج عادة قصيرة، وغالبًا ما يشعر المريض بتحسن كبير بعد عدد محدود من الجلسات.تطبيقات التردد الحراري لا تقتصر على العمود الفقري فقط، بل تمتد إلى المفاصل الأخرى مثل الركبة والكتف، وكذلك لعلاج التشنجات العضلية المزمنة. بعض المراكز الطبية تستخدمه أيضًا لتحسين التعافي بعد الإصابات الرياضية، حيث يساعد على تخفيف الألم وتعزيز قدرة الجسم على الحركة بشكل أسرع.الأجهزة الحديثة للتردد الحراري مزودة بمراقبة دقيقة للحرارة، لضمان سلامة المريض أثناء الجلسة وتحقيق أفضل النتائج العلاجية. كما يعتمد نجاح العلاج على التشخيص الدقيق باستخدام الأشعة أو الرنين المغناطيسي لتحديد مكان الألم بالضبط. هذا يضمن استهداف المنطقة الصحيحة وتحقيق تحسن ملحوظ في الألم والوظيفة الحركية.التردد الحراري خيار مثالي للمرضى الذين لديهم قيود صحية تمنعهم من الخضوع للجراحة، مثل كبار السن أو المصابين بأمراض مزمنة. بالإضافة إلى ذلك، يقلل الاعتماد على المسكنات طويلة المدى، مما يحافظ على صحة المعدة والكبد والكلى، ويمنع حدوث آثار جانبية مزمنة.من العوامل التي تعزز نتائج التردد الحراري دمج العلاج مع التمارين الخفيفة لتقوية العضلات المحيطة بالمناطق المصابة، والحفاظ على وزن صحي، وتعديل نمط الحياة لتقليل الضغط على العمود الفقري والمفاصل. الالتزام بهذه النصائح يزيد من فعالية العلاج ويقلل من عودة الألم.في الختام، يمكن القول إن التردد الحراري يمثل نقلة نوعية في علاج الألم المزمن للعمود الفقري والمفاصل، حيث يجمع بين الدقة والفعالية وتقليل المضاعفات. مع التقدم المستمر في الأجهزة الطبية والتقنيات الحديثة، أصبح المرضى لديهم خيار آمن وفعال للتخفيف من الألم وتحسين جودة حياتهم اليومية بشكل ملحوظ.